لماذا يكون الكون صحيحاً فقط !؟*

هناك مقادير فيزيائية في الكون، درج المختصّون على تسميتها "مفارقة الأقفال الذهبية". وفيما يلي بعض من تل الظواهر الفيزيائية:

لو كانت القوة النووية الشديدة التي تربط النويّات الذرية مع بعضها أقوى بنسبة قليلة فقط مما هي عليه الحال، فإن النجوم التي تشبه الشمس سوف تستهلك هيدروجينها في أقل من ثانية، ولكانت شمسنا قد انفجرت منذ زمن بعيد، ولما كان هناك أي أثر للحياة على الأرض.

ولو كانت القوة النووية الضعيفة أضعف بنسبة قليلة، لما كانت هناك المعادن الثقيلة التي تشكل معظم عالمنا، ولما كنت أنت هنا الآن.

لو كانت الجاذبية أضعف بقليل عمّا هي عليه، لما كان بالإمكان أبدا تهشيم لب الشمس بما فيه الكفاية لقدح التفاعلات النووية التي تعطي ضوء الشمس، ومرة أخرى لو كانت الجاذبية أقوى قليلا، لكانت الشمس قد أحرقت كل وقودها منذ بلايين السنين، وكذلك لما كان بإمكاننا أن نظهر الى الوجود.

هذه الشواهد على الضبط والتعيير الدقيق لقوانين الفيزياء ليست حالات نادرة، بل نماذج من حالات كثيرة أخرى يزخر بها الكون.

يبدو أن العديد من المؤشرات والمقادير الجوهرية للطبيعة، مثل شدّة القوى الأصلية وكُتَل الجسيمات المادية الأصلية، قد تم إعطاؤها تلك القيم الصحيحة والملائمة فقط لكي تنبثق الحياة في الكون.

لقد كان من شأن أي إختلال، ولو بقدر شعرة، في أيٍّ من تلك المقادير: أن يقضي على فرصة وجودنا تماماً. ولهذا يبدو الأمر وكأن الكون قد خُلِقَ من أجلنا.

... وللحديث صلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*من كتاب "الأسئلة الكبرى" الذي قمت بترجمته من اللغة الإنكليزية وينتظر إجراءات الطبع والنشر